حكم شد الوجه، مثل غيرها من العمليات التجميلية، يعتمد على نية الفرد و نوع العملية. إذا كانت نية الشخص من إجراء هذه العملية هي إصلاح العيوب أو معالجة مشكلة طبية أو إصلاح مشاكل مثل الأضرار الناتجة عن الحوادث أو الأمراض، فإن العديد من المراجع الدينية تعتبر هذا الإجراء جائزاً. في هذه الحالات، يكون لهذا الإجراء جانب علاجي بحت و ليس تجميلياً فقط، و بالتالي لا يوجد إشكال شرعي في ذلك.
لكن في الحالات التي يلجأ فيها الشخص لعملية شد الوجه بسبب التغيرات الطبيعية الناتجة عن الشيخوخة، و الترهلات و التجاعيد، و لغرض زيادة الثقة بالنفس أو الرضا عن مظهره، قد تختلف الآراء الفقهية.
بعض المراجع الدينية تعتبر هذا النوع من الجراحات التجميلية جائزاً بشروط، إذا كان يهدف إلى تصحيح العيوب الشديدة أو استعادة الجمال الطبيعي، ولكنها توصي بتجنب الإسراف و الانشغال الزائد بالمظهر.
بوجه عام، فإن إجراء عملية شد الوجه جائز من الناحية الشرعية، بشرط أن تكون نية الفرد هي إصلاح العيوب، مع تجنب الإسراف و التباهي. و من الأفضل أن يستشير الأشخاص مرجعاً دينياً قبل اتخاذ قرار بإجراء مثل هذه العملية للحصول على توجيه أدق.
في بقية المقال، سنذكر بالتفصيل أحكام المراجع الدينية المعتبرة في هذا الموضوع.
إقرا مزید: حكم تأجير الرحم
هل عملية شد الوجه حرام أم حلال؟

حکم شد الوجه يمكن أن يكون حلالاً أو حراماً اعتماداً على النية و الغرض من إجرائها، و هناك تباين في آراء الفقهاء حول هذه المسألة. الحكم الشرعي يتوقف على عدة عوامل، مثل الأسباب التي تدفع الشخص للقيام بالعملية، و طريقة التنفيذ، و الآثار الناتجة عنها.
الغرض العلاجي من عملیة شد الوجه
يُعتبر شد الوجه جائزاً شرعاً عندما تكون العملية ذات غرض علاجي أو تهدف إلى إصلاح عيوب حقيقية تؤثر على الشخص، كالإصابات الناتجة عن الحوادث، أو آثار الأمراض مثل الحروق و التشوهات الواضحة.
في هذه الحالات، يسعى الشخص إلى استعادة شكل طبيعي و ليس لتحسين الجمال فقط. الغرض من هذا النوع من العمليات هو تحسين الحالة الصحية و النفسية للشخص، و لذلك لا يوجد في هذا السياق ما يعتبر تغييراً للخلقة أو منافياً للأخلاق الإسلامية.
إقرا مزید: شد الوجه بالمنظار في ايران
زیادة الثقة بالنفس بعملیة شد الوجه
مع التقدم في السن قد تظهر تجاعيد أو ترهلات تجعل الشخص يشعر بفقدان الثقة أو الرضا عن نفسه، و قد تؤثر على حالته النفسية و العاطفية. بعض الفقهاء يرون أن العملية قد تكون جائزة إذا كان الشخص يلجأ إليها لتحسين نفسيته و زيادة ثقته بنفسه، بشرط تجنب الإسراف المادي أو الانغماس في المظاهر الزائفة.
التغییر الجذري لخلقة الله بعملیة شد الوجه
إذا كان هدف الشخص من عملية شد الوجه هو التغيير الجذري لمظهره أو الخِلقة التي خلقه الله عليها دون أي حاجة ملحة أو ضرورة طبية أو نفسية، فهنا قد يعتبر بعض الفقهاء هذا العمل محرماً.
الإسلام يحث على الرضا بما خلقه الله و يحذر من تغيير الخِلقة أو التشبه بعمليات التجميل المبالغ فيها التي تهدف فقط للتباهي و التفاخر. تغيير الخِلقة يعتبر من التصرفات التي قد تدخل في تغيير خلق الله، و هو ما وردت نصوص تحذر منه.
فبناءً على ما تقدم، يُنصح من يفكر في إجراء عملية شد الوجه أن يتحقق من دوافعه و نواياه؛ فإذا كانت لأسباب صحية أو نفسية معقولة، و بعيداً عن الإسراف أو التفاخر، فهناك مساحة من الجواز الشرعي وفقاً لبعض الفقهاء، و ذلك ضمن حكم شد الوجه. لكن إذا كان الهدف هو التباهي أو التغيير الجذري للخلقة، فقد تكون العملية غير مستحبة أو حتى محرمة.
ولكن بوجه عام، من الأفضل دائماً استشارة مرجع ديني للحصول على إرشاد دقيق و مناسب للحالة الفردية، خاصةً أن لكل شخص دوافع و ظروفاً قد تؤثر في حكم شد الوجه بشكل خاص.
إقرا مزید: شد الوجه بالليزر في ايران
حكم شد الوجه عند ابن باز

الشيخ ابن باز، رحمه الله، يرى أن عمليات التجميل، بما في ذلك شد الوجه، تختلف في حكمها حسب الغرض منها. حكم شد الوجه، وفقاً لرأي الشيخ ابن باز، يكون كالتالي:
الجواز في حالة الضرورة أو العلاج: إذا كان الغرض من عملية شد الوجه إصلاح تشوه أو عيب يؤثر على الشخص، مثل الحروق أو التشوهات الناتجة عن الحوادث أو الأمراض، فإن الشيخ ابن باز يرى أنه يجوز القيام بالعملية. في هذه الحالة، يُعتبر شد الوجه من باب العلاج و ليس التجميل المبالغ فيه.
التحريم إذا كان الهدف هو التجميل البحت و تغيير الخلقة: إذا كانت العملية تهدف إلى تحسين المظهر فقط و تغيير خلقة الله بدون وجود سبب طبي معتبر، فإن الشيخ ابن باز، استناداً إلى النصوص الشرعية التي تحذر من تغيير خلق الله لأغراض التجميل البحت، يرى أنها محرمة.
بناءً على ذلك، حكم شد الوجه، حسب رأي الشيخ ابن باز، يتوقف على سبب العملية. إذا كان الغرض علاجياً و تداركاً لأذى ظاهر، فهو جائز. أما إذا كان الهدف التجميل البحت و التغيير غير الضروري، فهو محرم.
إقرا مزید: شد الوجه بالخيوط في ايران
حكم شد الوجه عند ابن عثيمين

الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، لديه موقف واضح بشأن حكم شد الوجه و عمليات التجميل عموماً، و يرى أن الحكم الشرعي يعتمد بشكل أساسي على نية الشخص و الهدف من العملية. و يوضح الشيخ ابن عثيمين الحكم الشرعي في حالتين رئيسيتين:
يرى الشيخ ابن عثيمين أن شد الوجه جائز إذا كان الهدف من العملية هو علاج مشكلة أو إصلاح تشوه ظاهر يؤثر على الشخص، مثل آثار الحوادث أو التشوهات الناتجة عن الأمراض. في هذه الحالة، يُنظر إلى العملية على أنها علاجية و ليست تغييراً لخلق الله، و يعتبرها الشيخ جائزة شرعاً.
إذا كان هدف الشخص من عملية شد الوجه هو التجميل فقط و تغيير شكل الخِلقة الطبيعية دون وجود حاجة ملحة أو ضرورية، يرى الشيخ ابن عثيمين أن ذلك غير جائز، حيث يُعتبر من تغيير خلق الله بدون سبب مقبول شرعاً. استناداً إلى نصوص تحذر من التلاعب بالخِلقة من أجل التجميل و التغيير غير الضروري، يعتبر الشيخ هذا النوع من العمليات محرماً.
فیری الشيخ ابن عثيمين أن حكم شد الوجه يتوقف على نية الشخص، فإذا كان الإصلاح لعلة أو أذى واضح فهو جائز، أما إذا كان بغرض التجميل البحت وتغيير الخلقة فهو محرم.
إقرا مزید: شد الوجه بالفيلر في ايران
حکم شد الوجه عند الشیعة

الحكم الفقهي للشيعة حول عملية شد الوجه يعتمد على نية الشخص و الهدف من إجراء هذه العملية، حيث ينظر الفقهاء إلى الظروف و الأسباب الخاصة بكل حالة.
إذا كان الهدف من عملية شد الوجه هو إصلاح عيب أو معالجة مشكلات ناجمة عن الأمراض أو الحوادث أو عوامل أخرى تسببت في ظهور نقص ظاهري أو اختلال في الصحة النفسية للشخص، فإن معظم فقهاء الشيعة يعتبرون هذه العملية جائزة. و السبب في جوازها هو أن العملية، في هذه الحالة، تأخذ طابعاً علاجياً و إصلاحياً، و الشخص يسعى فقط لاستعادة مظهره الطبيعي و ليس لإجراء تغيير جوهري في خلق الله.
أما في الحالات التي يكون الهدف فيها تحسين المظهر و إزالة آثار الشيخوخة الطبيعية، مثل التجاعيد و ترهل البشرة، فإن بعض الفقهاء يرون جواز هذه العملية بشروط، و منها تجنب الإسراف و عدم الاهتمام الزائد بالمظاهر.
فمثل هذه العمليات، عندما تكون بهدف استعادة الهيئة الطبيعية للشخص، قد تكون مقبولة، مع التأكيد على أن الهدف لا يجب أن يكون للتباهي أو الانغماس في مظاهر الجمال المفرط.
من ناحية أخرى، إذا كان الهدف من شد الوجه هو إجراء تغييرات جذرية على الشكل الطبيعي لأجل التجميل البحت، بحيث تؤدي هذه التغييرات إلى تبديلات كبيرة في خلق الله، فإن العديد من فقهاء الشيعة لا يعتبرون ذلك جائزاً، بل قد يعتبرونه حراماً.
فالتغيير الأساسي و غير الضروري للمظهر يعد، في نظر بعض الفقهاء، بمثابة تغيير في خلق الله و نوع من الإسراف الذي لا يتوافق مع المبادئ الإسلامية.
بوجه عام، يرى الفقه الشيعي أن حكم شد الوجه يعتمد على الهدف من العملية؛ فإذا كانت العملية بهدف إصلاح العيوب و بدون تجمل مفرط أو إسراف، فإنها تعتبر جائزة من الناحية الشرعية. ولكن إذا كان الهدف هو إجراء تغييرات واسعة و غير ضرورية على الشكل، فقد يعتبر حكم شد الوجه في هذه الحالة تحريماً.
إقرا مزید: حکم زراعة الشعر في الإسلام للنساء و الرجال
أين يمكن إجراء عملية شد الوجه؟

في إطار السياحة العلاجية في ايران، تُجرى عملية شد الوجه بواسطة أطباء ذوي خبرة و باستخدام أحدث التقنيات الطبية في مراكز طبية متقدمة.
أصبحت ايران وجهة مهمة للمرضى الأجانب الذين يبحثون عن إجراء هذه العملية بجودة عالية و تكلفة مناسبة، و ذلك بفضل الأطباء المتخصصين و المعدات الحديثة التي تتمتع بها المراكز الصحية و المستشفيات في ايران. تحظى هذه المراكز بشعبية كبيرة بين المرضى الأجانب نظراً لالتزامها بالمعايير العالمية و تقديمها خدمات مهنية في مجال التجميل و العلاج.
و من الناحية الشرعية لحكم شد الوجه، إذا كان هدف المريض من هذه العملية هو إصلاح العيوب أو علاج مشكلات طبية، فإن العديد من المراجع الدينية يرون جواز هذا الإجراء.
و بما أن الأطباء في ايران يلتزمون بالمعايير المهنية و الأخلاقية، فإنهم يضمنون للمرضى أن عملية شد الوجه يمكن أن تتم وفق الضوابط الشرعية، مع تقديم التوجيهات اللازمة لتجنب أي تغييرات مفرطة أو تبذير في المظهر.
إذا كنتم ترغبون في إجراء عملية شد الوجه في ايران و الاستفادة من الإمكانيات العلاجية التي توفرها المراكز الطبية هناك، و تطمحون لتحقيق رحلة ممتعة مع الحصول على أفضل النتائج الطبية، ما عليكم سوى التواصل مع مستشارينا في شرکة تجمیل كلينیك.
إقرا مزید: شد الوجه في ايران


