ما هو حکم زراعة الشعر في الإسلام للنساء و الرجال؟ كثيرون ممن يمتلكون معتقدات دينية و يرغبون في إجراء زراعة الشعر، و هذا الموضوع ما يثير انتباههم بشأن ما إذا كانت زراعة الشعر تعتبر حرام أو حلال وفقاً للقوانين الشرعية الإسلامية.
قبل أن نجيب على هذا السؤال، يجب أن نعرف كيفية تنفيذ زراعة الشعر بشكل عام و ما هي العمليات المتضمنة. بعد ذلك يمكننا أن نحكم بشكل أفضل بشأن حكمها بأنها حرام أو حلال.
لفهم الرؤية الشرعية بشأن زراعة الشعر، يجب أولاً أن ندرك أهمية الحفاظ على المظهر و ثقة النفس. قد تكون فقدان الشعر تجربة محبطة للنساء و الرجال و تؤثر على صحتهم العامة. ظهرت زراعة الشعر كحلاً شائعاً لمكافحة تساقط الشعر و توفر هذه الفرصة للأفراد لاستعادة شعورهم بالثقة بأنفسهم.
من الناحية الشرعية، فإن تغيير المظهر بشكل أساسي ليس حراماً. و مع ذلك، يجب أن يتماشى ذلك مع مبادئ و توجيهات معينة. تشمل عملية زراعة الشعر استخراج بصيلات الشعر من جزء من الجسم، عادة من الجزء الخلفي من الرأس، و زراعتها في المناطق التي حدث فيها تساقط الشعر. فمن الناحية الشرعية، تعتبر هذه الممارسة جائزة ما لم تنتهك أحد المبادئ الأساسية للإسلام.
إقرا مزید: هل تؤثر عملیات زراعة الشعر علی الإنجاب؟
کیفیة إجراء زراعة الشعر
لزراعة الشعر على رؤوس الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر و الصلع، يتم استخدام شعر الشخص المتقدم للزراعة. يتم عادة استخراج هذا الشعر من منطقة الخلف و الجوانب للرأس لأن الشعر في هذه المناطق أقوى و أكثر مقاومة ضد العوامل التي تسبب تساقط الشعر.
لزراعة البصيلات في فروة الرأس، يتم إنشاء فتحات بعمق ملمتر واحد على سطح الجلد و يتم وضع البصيلات فيها. الطريقة المشروحة هي واحدة من أحدث و أفضل طرق زراعة الشعر المعروفة باسم FUE أو استخراج الوحدة البصيلية. في معظم الحالات، يمكن أن يتساقط الشعر المزروع خلال الثلاثة أشهر الأولى بعد الزراعة، و هو أمر طبيعي تماماً.
و لا تقم بحلاقة رأسك خلال الستة أشهر الأولى بعد إجراء زراعة الشعر. ثم، ستبدأ الشعر بالنمو تدريجياً خلال الأشهر التالية و بعد مرور حوالي عام، سترى نتائج الزراعة.
إقرا مزید: هل تؤثر عملیات زراعة الشعر علی الإنجاب؟
ما حکم الإسلام في زراعة الشعر الطبیعي للنساء و الرجال؟
يجب أن نرى ما إذا كان ديننا الإسلامي يسمح للنساء و الرجال بإجراء زراعة الشعر أم لا؟
في أساليب زراعة الشعر الحديثة، لیس شیئاً تثير قلقاً، لأن الشعر ليس منتقلاً من شخص آخر و لا يتم استخراجه من جسم الحيوانات، بل يتم استخدام شعر الشخص نفسه أو جسمه بشكل عام. هذا الموضوع يعود إلى فترات بعيدة حيث كان يتم استخدام شعر الحيوانات و البشر لهذا الغرض.
هذه الطرق سرعان ما تم التخلي عنها بسبب عدم كفاية النتائج، و لم يعد هناك حاجة للدخول في تفاصيل الأحكام المتعلقة بها، ولكن بشكل عام يجب القول إن استخدام شعر الآخرين أو الحيوانات غير جائز. فإذا كانت الغاية من زراعة الشعر هي استخدام الشعر الطبيعي و استخراج بصيلات الشعر و زراعتها في منطقة أخرى على الرأس، فإن هذه المسألة لا تشكل مشكلة للنساء و الرجال لأنها تعتبر نوعاً من العلاج الطبي.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “نعم، هذا العمل جائز؛ لأنه من نوع إعادة ما خلقه الله، و يُعتبر هذا العمل كإزالة عيب، و لا يُعتبر من نوع التزيين أو إضافة إلى خلق الله، بل يُعتبر إعادة ما نقص، مثل إزالة العيب”.
أما إذا كانت الغاية من زراعة الشعر بطريقة صناعية حتى لا ينمو الشعر أو إضافة شعر صناعي إلى الشعر الطبيعي على الرأس، فيكون حراماً للنساء و أكثر حرمة للرجال، لأنه يُعتبر من النوع “واصلة”، بناءً على حديث: “لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الواصلة و المستوصلة”، و مع ذلك، بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعر الصناعي يمنع دخول الماء إلى الشعر و الرأس أثناء الوضوء أو الغسل الواجب، و بالتالي لا يُجوز.
إقرا مزید: هل یمنع التدخین بعد زراعة الشعر؟
بشکل عام، قد أجمع الكثيرون من الفقهاء المسلمين على حكم زراعة الشعر للنساء و الرجال بالتالي:
تعتبر زراعة الشعر للرجال و النساء أمراً جائزاً شرعاً للعلاج الطبي حصراً في الحالات التالیة:
- معالجة العيوب الخلقية و إصلاحها المصحوبة بالعوامل الوراثية.
- إصلاح العيوب الناشئة نتيجة التعرض لبعض الحوادث كالحروق و غيرها من الامراض الجلدية و الامراض المستعصيية.
- ألا يكون بهدف التزين و حب الظهور بين الناس، النساء للتبرج و الرجال للظهور بشكل غير لائق و فيه تشبه بالنساء.
- جواز زراعة الشعر في حال كان طبيعياً من الشخص نفسه.
إقرا مزید: زرع شعر الجبهة في إیران
هل يُعتبر تمديد الشعر (الشعر الصناعي) حراماً في الإسلام؟
على الرغم من أن تمديد الشعر يختلف تماماً عن زراعة الشعر و تثبيته، إلا أن العديد من الأشخاص يخلطون بين الاثنين. أهمية هذا الخطأ تكمن في أن بعض علماء الإسلام يعتبرون تمديد الشعر غير جائز و يمنعونه. لذلك من الجيد أن نعرف الفرق بين هذين المفهومين.
تمديد الشعر يعني توصيل شعر حقيقي من شخص إلى شعر فرد آخر لجعل شعره يبدو أطول و تغيير مظهره. هذه الطريقة قديمة العهد و كانت شائعة أيضاً في عهد النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
يقال إن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قالت له إن ابنتها ستتزوج و ترغب في جعل شعرها أطول و أجمل باستخدام شعر شخص آخر. سألت المرأة النبي إذا كان هذا الفعل جائزاً في الإسلام أم لا. فقال النبي إن هذا العمل حرام في الدين الإسلامي لأن الله يلعن الشخص الذي يقوم بهذا العمل و الشخص الذي يرغب في تنفيذه. و بناءً على هذا الحديث، يعتبر بعض الناس تمديد الشعر في الإسلام حراماً.
في زراعة الشعر، يُستخدم شعر الشخص نفسه و بصيلاته الطبيعية، و السبب وراء نجاح هذه الطريقة هو نفسه. ولكن في تمديد الشعر، يُستخدم إما شعر شخص آخر أو ألياف صناعية.
في زراعة الشعر، تُزرع بصيلات الشعر في فروة الرأس و من ثم تنمو بشكل طبيعي، و سيكون نموها دائماً. ستكون لهذه الشعيرات نفس خصائص الشعر الطبيعي، و يمكن قصها أو القيام بأي شيء آخر يتعلق بالشعر الطبيعي.
إقرا مزید: حقن البلازما للشعر في إیران
أما في التمديد، يتم توصيل شعر أو ألياف صناعية بشعر الشخص، و لهذا السبب يُطلق عليه التمديد لأنه يُعتبر إضافة. هذه الشعيرات لا تنمو، و إذا كانت مصنوعة من مادة صناعية، فستكون عرضة للتلف من الحرارة، على سبيل المثال، يمكن أن يتلفها السشوار أو مكواة الشعر.
هدف زراعة الشعر هو مكافحة تساقط الشعر و في معظم الحالات، تستخدم هذه الطريقة من قبل الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشعر في بعض مناطق رؤوسهم. أما في التمديد، فالهدف هو إظهار أن الشخص لديه شعر كثيف و طويل، في حين أن نتيجة زراعة الشعر تكون طبيعية تماماً و لا يتظاهر الشخص بشيء.
هل تعتبر زراعة شعر الرأس عائقاً لأداء الوضوء و الغسل؟
ليس من المشكلة ما لم يمنع وصول الماء خلال الغسل، و لا يمنع وصول الرطوبة خلال الوضوء بالقدر الكافي إلى فروة الرأس و الشعر.
بشکل عام، إذا كانت طريقة تثبيت الشعر على الرأس أو الوجه تعيق وصول الماء إليها، فإنها لا تجوز و يفضل إزالتها قبل أداء الوضوء أو الغسل بالتأكيد. هذا ينطبق أيضاً على الحالات مثل التمديد عند استخدام الغراء. في عملية زراعة الشعر، تُزرع الغرائف بطريقة طبيعية على الرأس و تبدأ في النمو بعد فترة مثل شعر الأماكن الأخرى.
إقرا مزید: زراعة الشعر في ايران
النتیجة
استناداً إلى ما تم ذكره، يمكن الاستنتاج أن زراعة الشعر الطبيعي من الناحية الشرعية و وفقاً لقوانين الإسلام جائزة للرجال و النساء؛ لأنه يتم استخدام بصيلات شعر الشخص المتقدم للزراعة. و مع ذلك، فإن زراعة الشعر الاصطناعي و التمديد غير جائزة، بل هي حرام؛ لأن الشعر المستخدم فيها هو اصطناعي.
منابع
