يعد موقف الدين هامًا للغاية حول عمليات التجميل وبالأخص تجميل الانف لهذا كثيراً ما يطرح سؤال “هل تجميل الانف حرام”، حيث يمارس الدين تأثيرًا قويًا إلى حد ما على تصورات الأفراد والسلوك والمعتقدات المتعلقة بما يعرف بالرعاية الصحية، لدرجة أنّه في الكثير من المجتمعات يشكل نماذج الرعاية التي يتلقاها المرضى.
نود أن تكون ضيفنا في إيران لإجراء عملية التجميل هذه: تجميل الأنف في إيران
وتدور وجهة النظر الدينية حول أنّ أجسادنا ليست ممتلكاتنا الشخصية التي قد نتعامل معها كما يحلو لنا، بالإضافة إلى أن أجسادنا على سبيل الإعارة لنا طوال مدة حياتنا، لتمكيننا من تحقيق مهمتنا الإنسانية في هذا العالم، لذلك لا يحق لنا أبداً تشويهها بأي شكل من الأشكال.
ولا شك أنّ موقف الدين هو عامل حاسم للغاية في كل العقائد، بما يؤثر في مجموعة كبيرة من الناس بشكل مباشر فيما يتعلق بقرار إجراء عملية تجميل الانف.
هل تجميل الانف حرام في الإسلام
- تدور وجهة النظر الإسلاميّة فيما يتعلق بعملية تجميل الانف حول أنّ عمليات التجميل بشكل عام هي نوعان، الأول لإزالة أي عيب ناتج عن حادثة ما أو كان ناتجًا عن عيب خلقيّ مثل عضو إضافي كأصبع زائدة، فهذا لا حرج فيه وفقًا للعقيدة الإسلاميّة.
- والنوع الآخر، هو التجميل الإضافيّ والذي لا يكون من أجل إزالة العيب، ولكن من أجل زيادة الجمال أو رفع الحُسن، وهو محرم ولا يجوز حسب العديد من الفتاوى الإسلاميّة في هذا الخصوص، وذلك يشمل أيضًا حكم الإسلام بما يخص عملية تجميل الانف.
- لكن في الوقت نفسه، فإنّ تحريم بعض عمليات تجميل الانف لا يشمل كل الحالات، فإذا كان الانف كبيراً عن المعتاد على سبيل المثال، بحيث يشوه الخلقة أو يؤثر على تناسق الوجه بشكل واضح، فيمكن إزالة التشوه أو العيب من غير إحداث أيّ ضرر آخر، دون أي حرج في إجراء عملية جراحية له حسب العقيدة الإسلامية.
- بناء على ذلك، فإنّه لا مانع في الإسلام من إجراء عملية تجميل الانف، عندما يكون هدفك من هذه العملية إعادة الانف إلى حجمه الطبيعي، ففي بعض الحالات يكون حجم الانف كبيرًا بدرجة غير طبيعيّة، ويسبب لصحابه أذى نفسيًّا ربما يكون شديدًا، نتيجة الحرج الذي ربما يسببه له في المجتمع.
- ويعتبر الإسلام عمليات تجميل الانف المشابهة لهذه الحالة، نوعًا من العلاج وليس إجراءًا تجميليًّا.
عملية تجميل الانف في الدين المسيحي
- بشكل واضح، لا يتناول الدين المسيحيّ موضوع عملية تجميل الانف على وجه التحديد، لكن في الوقت نفسه يتحدث الكتاب المقدس عن موضوع عمليات التجميل بصورة مباشرة، ويؤكد أنّها إجراء عاديّ.
- لكن من ناحية أخرى، تأخذ المسيحية في الاعتبار ألا يتم أية تغييرات كبيرة في جسم الإنسان، معتبرة ذلك أنه “أمر غير طبيعيّ”، بسبب وجود الكثير من المخاطر أو التعرض ربما لمضاعفات جانبية سواء كانت من الناحية الجسدية أو النفسية.
- وبالتالي، من الطبيعي إجراء عملية تجميل الانف في المسيحية، إذا كانت المشكلة تعتبر في إطار العيوب أو نتيجة التشوهات الجسدية، بصرف النظر عما إذا كانت وراثية أو مكتسبة.
- لهذا، فإنّ عملية تجميل الانف في الدين المسيحي تكون طبيعية للغاية خاصة لأولئك الذي يرغبون في الحصول على القبول الاجتماعيّ، أو من يعانون من “شذوذ الملامح”، وذلك يشمل كبر حجم الانف أو إختلاف شكله عن الطبيعيّ.
عملية تجميل الانف في الشريعة اليهودية
- يعتمد حكم “هل تجميل الانف حرام” في الدين اليهوديّ على الظروف الفردية المختلفة للأفراد، كالحاجة النفسية الكبيرة، أو تسهيل الزواج السعيد أو العيش الكريم، فيما تكون عملية تجميل الانف عند اليهود محرمة إذا كان سببها الوحيد هو الجمال أو الراحة فقط.
- من ناحية ثانية، يحرم التوراة كل ما يجعل الرجل منغمسًا في النشاط الأنثويّ، ويرى البعض فقط عملية تجميل الانف من هذا المنظور، وبالتالي يعتبرون هذا سببًا يدفع لتحريم قيام الرجل بإجراء عملية تجميل الانف، وهذا ينطبق أيضًا على الجراحة التي تتم فقط للأغراض الجمالية.
- وباعتبار أنّ هذه قضية هامة للغاية عند بعض اليهود، يدعو بعض رجال الدين اليهوديّ إلى مناقشتهم في هذا الأمر بشكل شخصيّ، للحصول على تقييم موضوعي شامل، لمعرفة مدى درجة الحاجة و الملاءمة، والتي تختلف حسب كل حالة.
أنواع عمليات التجميل
بعد إجابتنا المفصلة على سؤال “هل تجميل الانف حرام؟”، ونتيجة ارتكاز أغلب الفتاوى والأحكام الدينية على أنواع العمليات التجميلية وأسبابها يمكننا تقسيم العمليات التجميلية دينيًّا إلى قسمين:
1 – العمليات الأساسية:
هي العمليات التي تتم لإزالة العيوب، مثل تلك الناتجة عن أحد الأمراض، وحوادث المرور، والحروق، وما إلى ذلك، أو لإزالة العيوب أو التشوهات الخلقية التي ولد بها الإنسان، مثل إزالة إصبع إضافي أو فصل الأصابع المنصهرة.. إلخ.
2- عمليات التجميل:
وهي العمليات التي يتم إجراؤها لتحسين المظهر في عين الناظر، مثل جعل الانف يبدو أكثر جمالاً عن طريق تصغيره، أو جعل الثديين يبدوان أكثر جمالاً بجعلهما أصغر أو أكبر، أو شد الوجه، وهكذا.
في النهاية
يشدد الإسلام والمسيحية واليهودية على أن نداوي أنفسنا ونحافظ على صحتنا ونقدر حياتنا، وإجراء العمليات التي تعتبر ضرورية في سياق علاج مرض أو إصابة مسموح بها وهي مطلوبة بالفعل، ما يعني أننا ملزمون بالحفاظ على صحتنا وتجنب المخاطر غير الضرورية على رفاهيتنا.
وتلقتي الأديان الثلاثة حول عمليات تجميل الانف عند نقطة واحد، وهي أنّه عندما يكون هناك عيب ما في الانف ويكون الغرض من الجراحة التجميلية إزالة هذا العيب فلا حرمة في ذلك أبداً، ولكن إذا كان الغرض هو تجميلها فقط لا غير، فلا يجوز إجراء هذه الجراحة.
