القدرة على الحمل و إنجاب الطفل هي واحدة من أروع الهدايا التي تُمنح للنساء، لكن هذه القدرة متاحة للنساء بشكل محدود. العديد من النساء ليس لديهن استعداد للأمومة في سن الشباب، و لهذا السبب يتفق معظم الخبراء على أنه لا يوجد عمر مناسب للحمل و يختلف العمر المناسب للحمل اعتماداً على ظروف كل فرد.
على الرغم من عدم وجود رقم محدد لعمر الحمل، إلا أن العمر هو أحد أهم العوامل المؤثرة في نجاح طریقة أطفال الأنابیب؛ حيث يبلغ معدل نجاح هذه الطریقة لدى النساء في عمر 30 عاماً 48٪، ولكن هذا المعدل ينخفض إلى 22٪ عند عمر 40 عاماً، و يصل إلى 12٪ في عمر 43 عاماً، و يبلغ 7٪ في عمر 45 عاماً، و بعد 45 عاماً، يحتوي أكثر من 95٪ من البويضات المتبقية في المبيض على تشوهات جينية. يتراجع معدل نجاح طریقة أطفال الأنابیب بشدة عند عمر 47 عاماً و يصل إلى 4٪. كما يزداد معدل الإجهاض مع زيادة عمر النساء، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في فرص الحمل في الأعمار المتأخرة.
السبب الرئيسي وراء عدم نجاح طریقة أطفال الأنابیب و الحمل في الأعمار المتقدمة هو انخفاض مخزون المبيض، مما يعني انخفاض عدد البويضات و أيضاً انخفاض جودة البويضات.
فأظهرت العديد من الدراسات أن قدرة الإنجاب لدى النساء البالغات من العمر 36 عاماً تقل بنسبة 50٪ مقارنة بالنساء في العشرينيات، و ينخفض فرص الحمل لدى السيدات في 39 من العمر بشكل كبير مقارنة بالسيدات في 36. و مع ذلك، يجدر بالذكر أنه في بعض الحالات، قد تكون جودة البويضات في الأعمار المتقدمة أكبر من المتوقع.
من المتوقع زيادة احتمالية الإجهاض في حالة قلة جودة البويضات. أظهرت الدراسات في هذا الصدد أن النساء اللواتي يختبرن الحمل في عمر متقدم يكون لديهن احتمالية 50٪ أكبر للإجهاض.
في النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 37 عاماً، قد تكون الحملة أصعب نسبياً بسبب انخفاض جودة البويضات، لذا قد يكون العقم في بعض الأزواج ناتجاً فقط عن قلة جودة بويضات السيدة. للأسف، فإن نسبة نجاح التلقيح الصناعي لدى هؤلاء النساء أقل من النساء اللواتي لديهن جودة بويضات جيدة.
يمكن أن توفر فحوصات هرمونات FSH و AMH معلومات جيدة حول جودة البويضات للطبيب. يمكن أيضاً فحص عدد الفوليكولات الأنترالية (الفوليكولات الصغيرة) باستخدام السونوغرافیا. يعتبر عدد الفوليكولات الأنترالية تقديراً لعدد الفوليكولات التي يمكن أن تنضج بواسطة هرمون التحريك. هناك أيضاً طريقة أخرى لتقييم احتياطي المبيض، حيث يتم تحريك المبيضات بواسطة هرمون FSH ثم يُدرس استجابة الفوليكولات في جرعة محددة من الهرمون.
فإذا وصلت الى العقدة الرابعة أو الخامسة من العمر و كنت تفكر بجدية في الحمل، يُنصح بعیاده الطبيب لفحص الرحم و المبيضين الخاصين بك، و كذلك لفحص الحيوانات المنویة لشريكك بشكل كامل. في هذه الحالات، إذا حدثت التبويض، فهناك احتمالية للحمل.
يجب مراعاة أن الظروف تختلف في علاجات الإخصاب مثل التلقيح الصناعي (IVF) التي تُجرى لبعض السيدات المصابات بالعقم. في IVF، تُستخرج بعض البويضات التي نمت خلال دورة العلاج الدوائي، و في النساء اللواتي تتجاوز أعمارهن 44 عاماً بسبب نقص المخزون المبيضي و جودة البويضات، فإن نسبة عالية من البويضات المستخرجة لا تتوفر على ظروف مثالية للحمل، و قد لا يتشكل جنين أو لا يتشكل بجودة جيدة. في هذه الحالة، الخيار الوحيد المتبقي هو استخدام طریق التبرع.
بالنسبة للسيدات المصابات بالعقم، إذا لم يكن لديهن كمية كافية و جودة من البويضات بسبب العمر المتقدم أو أسباب أخرى، يمكنهن استخدام بويضات متبرعة من سيدات أخريات. يتم تخصيب هذه البويضات بالحيوانات المنویة لشريكهن، و في حالة كان رحمهن جاهزاً بما فيه الكفاية، يتم زراعة الجنين في رحمهن الخاص لتوفير فرصة للحمل.
نسبة نجاح تقنية أطفال الأنابیب في النساء ذوات العمر المتقدم
إذا قلنا أن احتمالية الحمل الناجح لدى النساء فوق عمر 40 عاماً مثل احتمالية الحمل لدى النساء دون عمر 40 عاماً، فإن ذلك غير صحيح؛ ولكن هذا لا يعني عدم وجود أي فرصة للحمل في عمر متقدم. في معظم عيادات علاج العقم، تُقبل السيدات حتى عمر 50 عاماً لإجراء علاجات عقم مثل التلقيح الصناعي IVF، ولكن في كل الأحوال، يقل احتمال نجاح هذه الطرق.
الحمل في عمر متقدم، المضاعفات و المشاكل
على الرغم من أن زيادة العمر عند النساء تزيد من خطر العقم و التشوهات الجينية في الجنين و مشاكل أخرى، إلا أن هذا لا يعني أن الحمل بعد سن 38 سنة سيؤدي إلى ولادة طفل غير صحي. إن عمر 35 عاماً هو مجرد عمر يجعل بعض مخاطر الحمل فيه تستحق مناقشة أعمق. و من بين أهم المشاكل المتعلقة بالحمل في الأعمار المتقدمة يمكن ذكر ما يلي.
المشاكل الخصوبة في الأعمار المتقدمة
مع زيادة عمر النساء، نتيجة لانخفاض عدد البويضات المتبقية و تدهور جودتها، يقل احتمال حدوث الحمل لديهن. في الواقع، بدءاً من عمر الخامسة و الثلاثين، تصبح البويضات التي تمتلكها غير قادرة بسهولة على تخصيبها بواسطة حيوانات منوية مخصبة لذلك يكون هناك حاجة إلى إجراء طریقة أطفال الأنابیب لتحقيق الحمل في الأعمار المتقدمة.
الإصابة بداء السكري
قد يكون لدى النساء كبار السن احتمالية الإصابة بداء السكري قبل الحمل أو خلال فترة الحمل. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تلف في أعضاء الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية، الأعصاب، العينين و الكليتين.
لذلك، في حال عدم العلاج، يمكن أن يؤدي السكري إلى آثار خطيرة مثل تشوهات الولادة، نمو الجنين الزائد (ولادة طفل ذو وزن زائد جداً)، الإجهاض و ارتفاع ضغط الحمل.
الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
يحدث مشكل ارتفاع ضغط الدم عندما يدفع الدم بقوة زائدة على جدران الأوعية الدموية لأسباب مختلفة. من المحتمل أن تصاب المرأة بعد عمر 35 عاماً بمرض ارتفاع ضغط الدم بشكل أكبر.
المخاطر الجينية و التشوهات الخلقية
أحد أبرز المشاكل و الآثار الضارة للحمل في سن متقدمة هو وجود تشوهات خلقية للجنين مثل متلازمة داون أو متلازمة المنغولية. في الواقع، التشوهات الخلقية هي الظروف التي تكون موجودة مع ولادة الطفل.
يمكن أن يؤدي التشوه الخلقي إلى تغيير شكل أو وظيفة جزء واحد أو أكثر من الجسم. و نتيجة لذلك، يؤثر على الصحة العامة و طريقة نمو الجسم أو وظيفته. و وفقاً للإحصائيات، فإن النساء المسنات أكثر عرضة من النساء الشابات لأن يكون لديهن طفل يعاني من تشوه خلقي.
الولادة المبكرة
تعني الولادة المبكرة ولادة الجنين قبل الأسبوع 37 من الحمل. الأطفال الذين يولدون مبكراً أكثر عرضة للمشاكل الصحية في الولادة و في مراحل الحياة اللاحقة بشكل خاص المشاكل التنفسية.
الوزن المنخفض للطفل عند الولادة
الحمل في الأعمار المتقدمة يزيد من خطر ولادة أطفال بوزن أقل من 2.2 كيلوغرام. من المثير للاهتمام معرفة أن الوزن الطبيعي للأطفال عند الولادة يتراوح بين 2.7 كيلوغرام إلى 4.2 كيلوغرام.
الحمل بتوأم
إحتمال الحمل بتوأم للنساء في السن المتقدمة أكبر من النساء الشابات. يمكن أن يكون هذا بسبب التغيرات في الهرمونات نتيجة للشيخوخة. و من الممكن أيضاً زيادة إحتمالية الحمل بتوأم نتيجة لبعض علاجات الخصوبة.
الإجهاض
يزداد خطر الإجهاض تدريجياً مع ارتفاع عمر الأم. وفقاً للمبادئ الطبية، يشير الإجهاض إلى وفاة الجنين قبل الأسبوع العشرين من الحمل داخل الرحم.
